Tuesday, May 24, 2011

اتصلت الغالية

اتصلت الغالية

اتصلت الغالية بي مساءا وقالت لي أنا قادمة إلى الأردن ولكن بدي اعملها مفاجأة لامي , وإذا وعدتني أن لا تحكي لامي سأخبرك عن الموعد ومن كثر اشتياقي لها قلت لها حاضر أوعدك فأنت الشقيقة الصغرى والابنة التي لم أنجبها , حاضر يا غالية , أخبرتني عن موعد الوصول إلى الأردن وخلال تلك الفترة كنت اعد الأيام والساعات عدا وكلما قارب وقت وصولها كنت اسأل نفسي يا ترى كيف كانت أحوالها وكيف هي ألان وكيف سيكون لقائها بأمي وأخواتي كل ذالك دار في مخيلتي حتى أنني لم اعد امسك نواصي نفسي ومفردات كلماتي من شدة الاشتياق.

وكنا مساء خلال فترة انتظار الغالية نتحدث أنا وزوجتي وأبنائي وبناتي كيف سيكون لقاء الغالية بجدتنا وهل ستكون المفاجأة كبيرة ومنهم من يقول نريد أن نصور لحظة اللقاء ومنهم من يقول لا حرام ستكون المفاجأة لجدتنا كبيرة وأخر يسأل احكي لنا عن موعد وصول عمتنا الغالية وأقول لهم مبتسما لا لا لا لا لا لا لا لا ما بقدر لأني أخاف من زعل الغالية وبعدين ما راح تصبروا وتحكوا الموعد للجدة هكذا كنت بين شد ومد وأخيرا اتفقت معهم أنني سأخبرهم قبل ساعة من وصول الطائرة واتفقنا هل هذا .

وكانت الوالدة أطال الله في عمرها تسأل دائما معقول ما تعرف موعد وصول أختك الغالية وتقول باللهجة العامية رايح إجيبها اليوم وارد عليها مداعبا يا حاجة هي الغالية مفكرة فينا حاليا وبعدين أنتِ بدك جرجريني بالحاكي حتى تعرفي الموعد وأقول لها باللهجة العامية يا حجة جاية تبيعي المي بحارة السقايين.

وهنا أخبركم بأنه قد بدا علينا واضحا منذ الصباح أن اليوم هو موعد وصول الغالية حيث ذهبنا وغسلنا السيارة في المغسلة المجاورة وفي ليلة الوصول جهزت نفسي و ارتديت أنا و زوجتي أحلى وأجمل ما نرتدي , حيث ارتديت بدله وقميص أول مرة ارتديهما وذهبنا الساعة الواحدة صباحا إلى المطار ومن شدة الاشتياق هكذا تقول زوجتي أضعت طريق المطار , المطار الذي ذهبت إليه أكثر من خمسون مرة خلال السنوات السابقة , وصلنا المطار الساعة الثانية صباحا وصلت طائرة الغالية انتظرنها بعد ربع ساعة وصلت الغالية يا إلهاي وعندما رأيتها شعرت كأنها لم تسافر عنا أبدا .

ركبنا في السيارة وبدأت تحدثنا عنها وعن زوجها وعن شعورها في الغربة والأماكن التي زارتها وعن تعلمها للغة وكانت كل الطريق تتحدث وكأنها مشتاق حتى للحديث معنا .

وصلنا البيت كان أبنائي وبناتي قد ناموا من شدة التعب حيث وصلنا الساعة الرابعة صباحنا ذهبت إلى المسجد لأداء صلاة الفجر

حاولت بعد ذلك أن أنام ولكن خالجني شعور غريب كيف تكون الغالية في عمان والأردن وأمي لا تدري فقلت في نفسي علينا الذهاب حالاً , ذهبنا إلى اربد الساعة الثامنة والنصف بعد أن فَطرنا الغالية حمص وفول ومسبحة وفي الطريق كان يسأل أبنائي كيف سيكون اللقاء وتقول الغالية رح تشوفوا بس صور أنت وكانت تقصد هنا ابني الكبير .

وصلنا الحارة وحاولت أن اشغل زامور السيارة ولكن توقفت قليلا عند باب بيتنا وما هي إلا لحظات حتى كان الابجر قد قفز عن سور البيت وفتحه من الداخل كما قالت له الغالية ودخل عمر البيت وعندما شاهدته عمته قالت له أكيد أبوك جاب عمتك الغالية وما هي إلا لحظات حتى صاحت أمي روحي ردت لي وصار ابني الأكبر يصور لقاء الغالية مع جدته والتي كانت تحضر نفسها للاستحمام وأجلست الغالية في حضنها وصارت تهيجن لها وتحكي شعر وتحكي كلمات سجع لم اسمع بها من قبل و تقول للابجر عملها أبوك معي .

وأخيرا قلت لها استلمي بنتك مش ناقصة أي شيء وهي تقول أهلا بالضيفة و مين جابها

وهكذا كان لقاء أمي مع الغالية

والى اللقاء مع مقال وحكاية أخرى من حكايات أبو الخير

2 comments:

Anonymous said...

مدونة المهندس محمد خير ارشيد ابوالخير

Anonymous said...

اخي الحبيب
كم تمنينت اناكون بالوطن عند وصول الغاليه لكن ما افرحني مشاركتها بهذا السر الصغير والطرائف والأسئله االذكيه التي كنت اسمعها
حمد لله على سلامتها وتمنيت للجميع باوقات ممتعه

استراتيجية التمويل الأخضر (2023-2028)

  استراتيجية التمويل الأخضر (2023-2028) قام البنك المركزي الأردني بتاريخ 13/11/2023 بإطلاق استراتيجية التمويل الأخضر (2023-2028) . يأتي إط...