ذكريات مقهى الجامعة
أخي الحبيب ذكرني مقالك وعن تصرفي معك التصرف الراقي كما ذكرتني به , أعادني إلى ذكريات الثانوية بما فيها من شقاوة ورجولة مبكرة
اذكر أنني وأنا في الصف الثاني ثانوي عندما شعرنا ببداية التمرد على الأسرة إنني كنت ومجموعة من الأصدقاء والتي ما زالت تربطني بهم علاقة صداقة وثيقة ومتينة إلى ابعد الحدود
بدأنا في الذهاب والسهر أولا في مقهى الكمال ثم انتقلنا بعد ذلك إلى مقهى الاريوزنا
ثم فتح في تلك الأيام وفي منتصف عام 1978 مقهى الجامعة
وقررنا في حينها السهر يوميا في مقهى الجامعة
وعندما كنت أعود في منتصف الليل اذهب مباشرة إلى الفراش لأنام
تكررت تلك السهرات ولم أبالي بنصائح الوالدة التي كانت دائما تنصحني وتقول لي أنت الكبير بكرة أخوانك يتعلموا منك السهر والطش وأنا في تلك الأيام حاط إذن من طين والأخرى من عجين غفر الله لي تلك الأيام
وبعد ذلك استنفذت الوالدة كل الحلول , فما كان منها إلا إخبار الوالد رحمه الله والذي كان ينام مبكرا بسبب علل الأمراض التي ألمت به
وعندما عدت في الليلة التي أخبرت أمي والدي بها حوالي الحادية عشر تقريبا أو يزيد رأيت والدي جالسا على فراشي ينتظر عودتي , ولكن الأب صاحب القلب الكبير عندما رآني لم يتكلم معي ولم يتلفظ بأي كلمة عندما راني قام عن فراشي وذهب الى غرفته لينام , تلك الليلة لم انم وأنا أتقلب يمينا وشمالا تمنيت انه لو تكلم معي بكلمة واحدة تمنيت لو قام وضربني وسبني تمنيت لو الوالدة لم تخبره تمنيت لو الأرض انشقت و بلعتني كل ذلك دار في خلدي تلك الأيام
وفي الصباح الباكر استيقظت للذهاب إلى المدرسة التي كانت تبعد عنا كثيرا
وصلت المدرسة و تأنيب الضمير يوجع قلبي
وعند عودتي من المدرسة التقيت بالأصدقاء وتحديدا للذهاب إلى مقهى الجامعة
حينها قلت لهم أنا مش ذاهب معكم اليوم ومن حينها قررت عدم الذهاب إلى مقهى الجامعة وكل تلك الأماكن والتفت من حينها الى دراستي وكرمت في تلك السنة من إدارة المدرسة حيث سلموني علبة شطرنج ربما ما زلت تذكرها في احتفال رسمي حضرته الوالدة في قاعة الاحتفالات الرئيسة للمدرسة مساءا تخلله الكثير من الفعاليات والنشاطات
وبعدها بدأت مرحلة التوجيهي الذي من الله عليَ بالحصول على معدل عالي مكنني من الحصول على بعثة دراسية في رومانيا
بفضل دعوات والدتي و والدي رحمه الله واسكنه فسيح جناته أمين يا رب العالمين
وفي نهاية هذه المقالة التي كتبتها على عجل أقول أنني إذا تصرفت معك تلك التصرفات الراقية
لأنني تعلمتها من التصرف الراقي والحنو الذي عاملني به والدي تعلمت ذلك التعامل من أب كأبي وأم كأمي والتي أدعو الله دائما لها بالصحة والعافية وان يمتعها ويسدل عليها ثوب الصحة والعافية وأن تكون الخيمة الكبيرة التي نستظل بظل دعائها
No comments:
Post a Comment