خصومات
تأملت ما يحدث بيننا هذه الأيام في الحي والشارع والعمارة الواحدة , تأملت ما يحدث بين الاخوة والاخوات بين الاقارب انفسهم في العائلة الممتدة الواحدة الكبيرة فنرى أن كل واحد ثقيل الظل على أخيه و زميله حتى أنها تصل في بعض الأحيان أنهم لا يحبون رؤيته ولا مجالسته ولا الحديث معه... ولو سئلت ما سبب كل هذا ؟ لقلت إن السبب هو اللسان البغيض.
فكم خصومات وقعت بين الزملاء والأصدقاء والإخوان وقعت بسبب مسبة أو غيبه أو نميمة أو طريقة غليظة لإيصال فكرة ما أو رأي أو نصيحة .
ومن واقع الحياة ومن مبادئ ديننا الحنيف نستطيع أن نوصل أفكارنا ومبادئنا للآخرين بأساليب حسنة مبنية على الاحترام المتبادل
يذكر أن سلطان عظيما رأى في منامه أن أسنانه تساقطت فاستدعى مفسراً يفسر له حلمة وقص عليه الحلم وسأله عن تفسيره..... فتغير وجه المفسر وصار يردد أعوذ بالله أعوذ بالله ففزع السلطان وقال بصوت عالي ماذا بك أيها الرجل فقال المفسر أيها السلطان تمضي عليك السنين ويموت أولادك واهلك جميعا وتبقى وحيدا فصاح السلطان وسب ولعن وأمر أن يجلد المفسر ويسجن.
ثم دعا بمفسر آخر وقص عليه الحلم وسأله عن تفسيره ففرح المفسر وابتهج وجه واظهر البشاشة وقال ابشر ابشر أيها السلطان فان عمرك سيطول حتى تكون آخر اهلك موتا وتبقى طول عمرك سلطاناً ففرح السلطان وأمر له بالهدايا ورضي علية.
ولو تأملنا هذه القصة لوجدنا أن محصلة التفسيرين هي ذاتها ولكن الأول عبر بأسلوب والآخر عبر بأسلوب.
وختاما اذكر بمثلنا العربي
الإنسان لا لحمه يؤكل ولا جلده يلبس
فماذا فيه غير حلاوة اللسان.
بقلم المهندس محمد خير ارشيد
No comments:
Post a Comment