Tuesday, July 12, 2011

رد على مقال الأخ زكريا حالة خوف

رد على مقال الأخ زكريا حالة خوف

أخي الحبيب زكريا قرأت مقالك صباح هذا اليوم والذي نشرته على مدونتك الالكترونية تحت عنوان حالة خوف أعادني إلى ذكريات طفولتك الذي اذكرها بكل تفاصيلها وخاصة وأنت في سنيينك الأولى ومن هذه الذكريات التي اذكرها عبر هذه الحكاية ........

أخي الحبيب في تلك الأيام كان بيتنا عبارة عن غرفتين صافات على اليمين حذا كبيوت كل العسكر في تلك الأيام وكان المطبخ والحمام أو الخارج كما كان يسمى في تلك الأيام وكان تحت الغرفتين ملجأ كبير كنا نختبئ به عند الغارات الإسرائيلية تلك الأيام ........

أخي الحبيب تلك الأيام كنت لم تتجاوز الأربع سنوات كنت الطفل المدلل للجميع وخاصة الخالة فاطمة أم أنور رحمها الله كانت والدتي قد تركت شعرك بدون حلاقة حتى أصبح طويلا جدا وكانت والدتي تهتم بشعرك الطويل الناعم الجميل كانت في أيام الصيف تحممك يوميا وتتركك تلعب في الحاكورة أو على القصة أمام عينها , وفي أحد الأيام وفجأة ودون مقدمات اختفيت عن نظرها ولم يعد لك أي اثر بدئنا البحث عنك عند الجيران ذهبنا إلى بيت الجدة أم علي رحمها الله وسئلنا الخالة فاطمة عنك كونها كانت في كثير من الأحيان تأخذك عندها وتجلسك على ماكينة الخياطة وتلاعبك وتداعبك ساعات هي تخيط الملابس وأنت تتحدث معها كالملاك الصغير .......

خلال هذه اللحظات بدأت أمي تبكي وتصيح بأعلى صوتها وكانت في تلك الأيام تدور شائعة سرقة الأطفال من شخص اسود البشرة يدعى زيتون أبو سرور على ما أذكر وتلك اللحظة قالت أمي زيتون خطف ابني وقامت الحركة ولم تقعد بدئنا البحث عنك في كل الأماكن نزلنا إلى شارع العروس وحول الحسبة , وفي خضم تلك اللحظات العصيبة التي كانت تمر علينا وقد فقدنا الأمل في العثور عليك دخلت أنا وكأن إحساسا غريبا قال لي ادخل إلى الملجأ وكانت مفاجئتي كبيرة ومذهلة عندما رأيتك وقد فرشت جنبية وغطاء خفيف تلحفت به و نمت بعدها في نوما عميق , صحت بصوت عالي صوتا سمعه القاصي والداني هاي زكريا نايم هون في الملجأ , حضرت أمي أولهم حضنتك بكل قوة و وضعتك في حضنها والدموع في عينيها وخفقان قلبها أكاد اسمعه.

حضر كل الجيران والأقارب إلى بيتنا يهنئون أمي بسلامتك وهكذا انتهت الحكاية بفرحة كبيرة بعد حالة من الخوف الشديد وبدأ الجميع بتقبيلك والحنو عليك هكذا انت طفلا صغيرا ورجلا كبيرا الكل يحبك ويخاف عليك .

أخي الحبيب هكذا هي حكايات الأبناء والبنات والخوف عليهم وعذرا أمي إذا أعدتك بهذه الحكاية إلى صندوق ذكرياتك القديم وفتحت منه دفتر ذكريات أيام طفولتنا وشقاوتنا التي مر عليها دهرا من الزمان على هذه الحكاية .

والى اللقاء مع مقال وحكاية أخرى من حكايات أبو الخير

2 comments:

Anonymous said...

أخي لا اتذكر تفاصيل ما حدث ... لكني أتذكر القليل من تلك العلاقة الحميمةالتي كانت تربطني بالمرحومة خالتي ... أشكرك على نبش الماضي الجميل والذكريات الحلوة
أخوك المخلص زكريا أرشيد

hhh said...

اخي الحبيب ابو الخير
اذكر ايضا عندما ضعت في الاغوار اثناء زياره لناهناك
اخي الحبيب هل تذكر هذه الحدثه ؟ لاني علمت بعده ان كل النمطقه تبحث
امي سامحني

استراتيجية التمويل الأخضر (2023-2028)

  استراتيجية التمويل الأخضر (2023-2028) قام البنك المركزي الأردني بتاريخ 13/11/2023 بإطلاق استراتيجية التمويل الأخضر (2023-2028) . يأتي إط...