Sunday, March 27, 2011

قبلتُ يدَ والدي هذا الصباح

قبلتُ يدَ والدي هذا الصباح

استيقضت على صوت المنبه الساعة الرابعة والنصف صباحاً فجر الجمعة الموافق 25/3/2011 نهظت من فراشي , حمدت الله , توضأة , صليت ركعتي السنة ثم بعد ذلك ذهبت إلى المسجد وأنا استغفر واحمد الله على هذه النعمة وصلت المسجد صليت صلاة الفجر جماعة وبعدها جلست استمع لدرس الفجر مع جموع المصلين والذي يواضب على إعطاءه الشيخ زكريا امام المسجد غفر الله له واحتسبهُ في ميزان حسناته ثم بعد ذلك قرأت صورة الكهف وانتظرت حتى تشرق الشمس لاصلي ركعتي الشروق وخلال ذلك رأيت شاباً من شباب المسجد المواضبين على صلاة الفجر وكان هذا الشاب يوميا يقبل يدَ والده ثم يقبل خديه ولكن في فجر هذه الجمعة المباركة عندما رأيته يقبل يدَ والده تمنيت من أعماق قلبي تقبيل يدَ والدي الذي توفاه الله قبل ثلاثون عاما .

وعندما اشرقت الشمس وارتفعت قدرَ ذراع صليت ركعتي الشروق وعدت الى البيت مبتهلاً فرحا , وعندما وصلت الى البيت عدت الى فراشي ونمت نوما عميقاً واثناء ذلك حلمت أني اقبل يدَ والدي حيث نزلت يده امامي قبلتها وكأنها لم تغب عني لحظة واحدة رأيتها هي بشحمها ولحمها .

استيقظت مسرورا لم احدث بحلمي أحد ولكن بعد العصر قررت كتابتهُ في دفتر مذكراتي للتعبير لكم عما يخالج قلبي واحشائي.

أحفاد امي يحفظكم الله ويهدي سركم , اطيعوا ابائكم وامهاتكم ولتقبلوا ايديهم كل صباح حتى لا يفوتكم الأجر والثواب .

والى اللقاء ..............................

بقلم المهندس محمد خير ارشيد


Tuesday, March 22, 2011

خطي وملقط الغسيل

خطي وملقط الغسيل

خالتي الحبيبة وفاء ابو عنيز

الخالة الغالية الى قلبي والامل المشرق الذي ننتظر بزوغه وقدومه علينا

الى خالتي الحبيبة وفاء وكل احفاد امي

اقص لكم حكاية خطي وملقط الغسيل

عمر هذه الحكاية يزيد على اربعة عقود يوم كنت في بديات عهدي مع المدرسة والمدرسين يوم كانت المدرسة منهل العلم والتربية يوم كان المدرس رسول علم وتربية يحمل رسائله وينشرها عطرا يفوح عبر اسوار المدرسة وفي صفوفها ........... من بين هؤلاء المدرسين الجهابذة و المعززين لهويات وابداعات الطلبة كان هنالك مدرس اللغة العربية الاستاذ خضر كان يقف امامنا وننظر اليه كصقر يحاول ان يطير بنا في هذه السماء الرحيبة ........ كان ينصحنا ويثقفنا دائما بعلمه الذي لا ينضب واذكر من عبارته والتي حفظتها عن ظهر قلب

( علمكم هو الذي سيجعلكم تحلقون عالياً في هذه السماء الرحيبة والتي تتسعنا جميعاً )

في تلك الايام الجميلة حيث كنت في الصف الاول اعدادي في مدرسة حمزة ين عبد المطلب اكتشف المعلم خضر انني من الطلاب الذي لهم مستقبل جيد في الرسم والخط العربي وبدأ يشجعني ويشد من عزيمتي .

ولكن هذه الهواية عندما بدأت امارسها في البيت وجدت انها تحتاج الى الكثير من المال والجهد على حساب الدراسة كما كان هنالك اعتقاد سائد بين الاهل والمجتمع من يرسم لا شغل له ولا مشغلة ولا مستقبل في الدراسة .............. ولكن مع الاصرار والعزيمة بدأت افكر في طرق كثيرة كيف يمكنني أن اخط احرفي العربية الكبيرة , ومن حينها بدأت اخط بقلمي على أي ورقة او كرتونة اصادفها في البيت او الطريق ولتحسين خطي ما كان مني إلا أن اخذت مجموعة من ملاقط الغسيل التي كانت تصنع في تلك الايام من الخشب من حبل غسيل جدتك وسكين كانت تسمى ( خوصة) ولا أعرف لماذا سميت بهذا الاسم هل لكبر حجمها أو هكذا كان يطلق عليها بالعامية ..........

بدأت اقص الملاقط واشكلها على شكل خطاطات باحجام وزوايا مختلفة كنت اشعر انها تساعدني وتحسن من خطي وكنت دائما أجلس تحت شجرة اللوز الكبيرة التي سماها جدك رحمه الله على اسمي ولكن بعد ايام اكتشفت جدتك أن الملاقط عددها يتناقص وبوشاية خالك زكريا او ربما خالتك ميسون او امك اكتشفت جدتك ان من يسرق الملاقط هو أنا وبعدها حصل ما حصل واذا رغبت بمعرفة ما حصل لي في تلك الايام تستطيعي أن تسألي جدتك في الزيارة القادمة الى اربد .

ولكن كل هذا زاد من اصراري على سرقة الملاقط وتصنيعها كاقلام تخطيط وكنت أقول في نفسي وبالعامية كلها

( كتله ) وبعدين بتسامحني امي وهكذا ازداد خطي جمالاً ورسوماتي اصبحت اكثر وضوحا وموضوعية ومع اصراري تعايشت جدتك مع كل الخرابيش التي كنت اخطها على اسوار البيت أو داخل الغرف وعندا كان يأتي الينا ضيف ويقول عن كلمة أو رسمة مكتوبة على احد الجدران أو على كرتونة فوق خزانة ويقول لامي شو هالخط او الرسمة الحلوة أو الجميلة تعاجله جدتك قائلة والله محمد خير أكل عليها ( كتله ) من قاع التست ولكن هذه الكلمات الكلمات كانت تشعرني بنشوة الانتصار والتحليق عاليا في هذه السماء الرحيبة .

وهكذا بدأت خطاطاً ورساماً صغيراً حتى اصبح كل الطلاب في الحارة اكبر مني سناً واصغر إذا اراد احدهم أن يعمل وسيلة مدرسية أو يرسم رسمة كان يلجأ الى خالك ابو الخير .

وفي نهاية حكايتي مع ملقط الغسيل والتي اهديها اليك والى اخوتك مصعب وصفاء والى بناتي عرين وعلا وابنائي عبدالله وعمر الابجر كما اهديها الى ابناء وبنات اخي حسين ايمان واسلام وسندس ورشيد واحمد كما اهديها الى ابناء اخي في امريكا طارق ونوح وكما اهديها الى ابناء وبنات اختي في المانيا احمد ومراد وصلاح الدين وعريب .......

وانتظروني في حكايتي القادمة قصتي مع رسومات ناجي العلي وجدتكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بقلم المهندس محمد خير ارشيد

Sunday, March 20, 2011

عاشق امه يكتب حكايتها في عيد الام

عاشق أمه

اكتب لها هذا المقال بالعامي وبلهجتها المحببة إلى قلبي والى كل من لبست المدرقة والشرش والعصبة .

أمي مثل كل الأمهات أحبت أن أكون أنا وإخوتي في أحسن صورة وعلى خير ما يرام أحبت أن أكون في تلك الأيام مهندسا ------- ولهذا أعددت العدة لهذا الشيء بإمكانياتها البسيطة فكانت تقول دائما على العبد التفكير وعلى الله التدبير . وكانت تقول يمة ادرس واجتهد الله يوخذ بيدك وما بضيعلك تعب ,كلامها كله حكم ونصائحها مثل عد الليرات.

ولكن وعندما كانت تعد العدة توفي والدي الذي كان يعاني من الأمراض وانا في شهوري الأولى من تعليمي الجامعي . فما كان منها إلا أن زاحت الغطاء عن ماكينة الخياطة التي كانت موجودة في إحدى زوايا البيت على فكرة البيت كان عبارة عن غرفتين صافات على اليمين حذى بلهجة العسكر , وصارت تخيط ليل نهار للرايح والجاي حتى وفرت لنا مصاريف الدراسة دون كلل أو ملل وكانت تعطي بدون حدود كان ما يهما هو الدراسة والعلامة والتقدير الذي نحصل عليه .

في نهاية المطاف وبعد تعب الأيام وطول الليالي وضيق الحال ربنا حقق أحلام أمي ولم يضيع لها أي تعب فتخرجنا من الجامعات فكان منا المهندس والأستاذ والمعلمة والمحاسب ومنا من يعمل هنا في هذا البلد الحبيب ومنا من يعمل في دول أخرى وبعد هذا المشوار الطويل أعدنا ماكينة الخياطة إلى مكانها القديم لتذكرنا دائما بتعب أمي . ولان أمي البركة كل سنة تذهب إلى إحدى الدول التي يوجد بها احد إخوتي تزورهم وتمتع نضرها بمشاهدة أولادهم .

وما أجملها حين تقول تعبي نور وبخور عليكم حينها اشعر بشعور غريب لا استطيع وصفة ولكن دعوني ومع مقالات أخرى ربما يخرج من أحشائي شيء يعبر عن هذا الشعور

توقيع عاشق الأم الحبيبية


قطاف من الحاكورة / حلل قرشك

قطاف من الحاكورة

حلل قرشك

كم من المواقف التي وقعت أو حدثت معنا لا تزال مخزونة في ذاكرتنا ومن هذه المواقف السعيد منها والكئيب. وفي هذا القطاف سأحدثكم عن حادثة حصلت معي في بدايات عملي في المؤسسة, الكل منا يتذكر أن المؤسسة لغاية منتصف التسعينيات لم تكن تقبل بين متدربيها إلا الطالب الذي يقرأ ويكتب و يتعامل بشكل جيد مع المسائل الرياضية.

كنت في ذلك الوقت مشرف على لجان التسجيل بالإضافة إلى عملي كضابط تدريب لمشغل الميكانيكا العامة وهنا أتحدث عن فترة القبول والتسجيل فقام أحد الزملاء بتحويل طالب لي مستغربا أنه لا يقرأ ولا يكتب حتى العبارة البسيطة "وزارة التربية والتعليم" العبارة التي تروس بها كل الكتب التربوية لجميع المراحل التعليمية, كان الطالب مع والده فسألت والده مستغربا: ابنك أنهى الصف الثالث الإعدادي ولم يزل لا يقرأ ولا يكتب ؟! و ماذا تعمل حضرتك ؟! اين انت منه ؟!

بدأ الرجل بالشعور بالإحراج ... انتظر لحظة ... نظر إلى ابنه وعينه تملؤها الدمع ثم ابتسم ابتسامة حزن وقال: لا تستغرب يا إستاذ؛ أنا أعمل مدرس و لكن قصَّرت في واجبي، غشِّيت أبناء الناس في تدريسي وتعليمي لهم حتى جاء من يغشني في ابني ويعمي بصيرتي عنه.

وبعد عشرين عاما من هذه الحادثة يزداد الطلاب ضعيفي القراءة والكتابة حتى أصبحوا السمة الأغلب بين طلاب المدارس و الأكثر التحاقا في المؤسسة.

وهنا نحتاج إلى الوقوف وقفة المتأني الحاذق ثاقب البصر والبصيرة وقفة مراجعة مع أنفسنا لهذه الظاهرة التي باتت تؤرق كل الآباء والأمهات.

وفي نهاية القطاف و للتخفيف من هذه الظاهرة أدعو نفسي أولا وكل أب وأم في هذا الوطن الغالي وإلى جميع زملائي في هذه المؤسسة أن نحسن ونتقن أعمالنا لتكون عبادة نتقرب بها الى الله و لا يأتي من يغشنا في أبنائنا فلذات أكبادنا ويعمي بصيرتنا عنهم .

و بالعامية وبلهجة أمي "حلل قرشك" لأن قرش الحلال يأبى إلا أن تكون ثمارة ونتائجه طيبة أما قرش الحرام يأبى إلا أن تكون ثمارة ونتائجه خبيثة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والى القطاف القادم من...... قطاف حاكورة ابوالخير ....

بقلم المهندس محمد خير ارشيد

استراتيجية التمويل الأخضر (2023-2028)

  استراتيجية التمويل الأخضر (2023-2028) قام البنك المركزي الأردني بتاريخ 13/11/2023 بإطلاق استراتيجية التمويل الأخضر (2023-2028) . يأتي إط...