قطاف من الحاكورة
حلل قرشك
كم من المواقف التي وقعت أو حدثت معنا لا تزال مخزونة في ذاكرتنا ومن هذه المواقف السعيد منها والكئيب. وفي هذا القطاف سأحدثكم عن حادثة حصلت معي في بدايات عملي في المؤسسة, الكل منا يتذكر أن المؤسسة لغاية منتصف التسعينيات لم تكن تقبل بين متدربيها إلا الطالب الذي يقرأ ويكتب و يتعامل بشكل جيد مع المسائل الرياضية.
كنت في ذلك الوقت مشرف على لجان التسجيل بالإضافة إلى عملي كضابط تدريب لمشغل الميكانيكا العامة وهنا أتحدث عن فترة القبول والتسجيل فقام أحد الزملاء بتحويل طالب لي مستغربا أنه لا يقرأ ولا يكتب حتى العبارة البسيطة "وزارة التربية والتعليم" العبارة التي تروس بها كل الكتب التربوية لجميع المراحل التعليمية, كان الطالب مع والده فسألت والده مستغربا: ابنك أنهى الصف الثالث الإعدادي ولم يزل لا يقرأ ولا يكتب ؟! و ماذا تعمل حضرتك ؟! اين انت منه ؟!
بدأ الرجل بالشعور بالإحراج ... انتظر لحظة ... نظر إلى ابنه وعينه تملؤها الدمع ثم ابتسم ابتسامة حزن وقال: لا تستغرب يا إستاذ؛ أنا أعمل مدرس و لكن قصَّرت في واجبي، غشِّيت أبناء الناس في تدريسي وتعليمي لهم حتى جاء من يغشني في ابني ويعمي بصيرتي عنه.
وبعد عشرين عاما من هذه الحادثة يزداد الطلاب ضعيفي القراءة والكتابة حتى أصبحوا السمة الأغلب بين طلاب المدارس و الأكثر التحاقا في المؤسسة.
وهنا نحتاج إلى الوقوف وقفة المتأني الحاذق ثاقب البصر والبصيرة وقفة مراجعة مع أنفسنا لهذه الظاهرة التي باتت تؤرق كل الآباء والأمهات.
وفي نهاية القطاف و للتخفيف من هذه الظاهرة أدعو نفسي أولا وكل أب وأم في هذا الوطن الغالي وإلى جميع زملائي في هذه المؤسسة أن نحسن ونتقن أعمالنا لتكون عبادة نتقرب بها الى الله و لا يأتي من يغشنا في أبنائنا فلذات أكبادنا ويعمي بصيرتنا عنهم .
و بالعامية وبلهجة أمي "حلل قرشك" لأن قرش الحلال يأبى إلا أن تكون ثمارة ونتائجه طيبة أما قرش الحرام يأبى إلا أن تكون ثمارة ونتائجه خبيثة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والى القطاف القادم من...... قطاف حاكورة ابوالخير ....
No comments:
Post a Comment