Thursday, April 28, 2011

حكاية شعار

حكاية شعار

سأتناول اليوم الحديث والحكاية عن شعارين كلا منا يراهما يوميا الشعار الأول شعار سيارة BMW والشعار الأخر التفاحة المقضومة . في عام 2006 سنحت لي الظروف بالذهاب إلى ألمانيا وتحديدا في مقاطعة باير / مدينة ميونيخ في دورة تدريبية حيث مكثت في هذه المدينة رائعة الجمال والخلابة بحق وحقيقة ما يقارب الخمسة وأربعون يوما , خلال هذه الفترة رأيت بأم عيني أن سكان مقاطعة باير يفتخرون كثيرا بسيارة مقاطعتهم سيارة أل BMW ولهم حكاية مع شعار أو تعويذة سيارتهم الفاخرة وكوني لي بعض الميول الفنية والتصاميم سألت احدهم ما ذا يعني لكم شعار سيارتكم الفاخرة وماذا تعني رموزه وهل تستطيع أن تفسرها لي وقال مفتخرا أنا ألماني أن الذي استطيع تفسير شعارها وقال الحروف اللاتينية أسفل الشعار فكل حرف يعني إلى كلمة فحرف B : يعني مقاطعة باير و M : يعني محرك وحرف W : سيارة , أي انها سيارة مقاطعة باير أما أرباع الدائرة فالربعين الملونين باللون الأزرق فتشير إلى السماء الصافية التي تمتاز بها معظم أيام مقاطعة باير والذي يعني أيضا إلى العطاء أما الربعين الملونين باللون الأبيض فيرمز إلى الأرض المغطاة بالثلج كما يعني اللون الأبيض إلى الصفاء والنقاء وتعانق هذين اللونين يعني تعانق العطاء والصفاء معا وهذه كلها معاني رائعة لسيارة يتفاخر الجميع بها عند اقتنائها وعندما عدت إلى ارض الوطن سجلت في دفتر مذكراتي كل هذه المعاني .

كما أن هنالك حكاية أخرى مع شعار أخر يذكر صاحبه بأيام الفقر والشقاء الكل منا يرى ويشاهد التفاحة المقضومة التي تزين الكثير من الأجهزة الحاسوبية التي أصبحت شعارا وتعويذة لشركة Apple أشهر الشركات العالمية هذه التفاحة لها قصة وحكاية مع مؤسسها السيد ستيف جوبز صاحب الانجازات المهمة والكبيرة في عصر الحاسوب أو العالم الالكتروني . فتعود حكاية التفاحة إلى أيام الفقر والشقاء التي عاشها السيد ستيف فيقول عن حكاية التفاحة انه في إحدى الأيام أعطته والدته تفاحة ليأخذها معه إلى المدرسة وكونه كان جائعا قام بقضم قضمة من التفاحة لإسكات جوعه وبعدها قام بإعادة التفاحة إلى حقيبته الممزقة بعد أن لفها بأوراق جريدة قديمة وعند وصوله إلى المدرسة سقطت التفاحة من حقيبته الممزقة وعندما شاهده الطلاب سخروا منه و ضحكوا عليه كثيرا ولكنه بكل عنفوان أخذ التفاحة واصرف من أماهم وأقسم أن تكون هذه التفاحة شعارا وتعويذة لأكبر شركاته التي سيبنيها يوما ما .............. وبعد عدة سنين كبر ستيف وأصبح من أهم رجال الأعمال في العالم الحديث والذين تركوا بصمة في عالم الحاسوب وأسس شركته والتي تعتبر من كبرى شركات الحاسوب في العالم وأصبحت التفاحة المقضومة تعويذة وشعار تزين بها كل منتجات شركته.

وانهي الحاكية بحكمة تقول انه من الجميل والرائع أن يكون لدى أي فرد أو مجموعة شعار يرمز به لتحقيق أهدافه وطموحاته .

وإلى اللقاء ........................

بقلم المهندس محمد خير ارشيد


Monday, April 25, 2011

رسالة إلى غالية وحبيبة أبي رحمه الله وقرة عينه ميسون

رسالة على عَجل

إلى

غالية وحبيبة أبي رحمه الله وقرة عينه ميسون

أختي الحبيبة أم احمد لكي مني كل التحايا والمحبة التي لم تغب عن مخيلتي ولو للحظة واحدة

فأنتي الأخت والابنة معا كنت وما زلت وستبقي مدى الدهر وما حييت على هذه البسيطة

قرأت ردك على مقالي قبلت يدي والذي تقولي فيه

أخي الحبيب اذكر أني بعد زواجي بفترة تجادلت مع إحدى النسوة وقالت يومها لي وهي معصبة

لا يبدو عليك اليتم ؟ وقلت كيف يجب أن أكون؟
قالت منكسرة وضعيفة
قلت الحمد لله من له أم كأمي وأخوة كأخوتي يعيش طول العمر عزيز كريم.
أبي الغالي يا حلما تمنيت أن أعيشه حقيقة أقبلك يدك بدوري

وأنا أشارك تلك المرأة فأنتي لم تعيشي يتيمة ولو ليوم واحد فكنت وما زلت معزوزة الجناح بيننا وبين أبناءك وزوجك داعيا المولى عز وجل أن يحفظهم لكي ولنا ذخرا وسندا وان يمتعهم ويمتعنا المولى عز وجل بموفور الصحة والعافية وان يسدل علينا ثوب الستر والهناء .

أختي الحبيبة أطال الله عمرها

أذكرك منذ أن كنت طفلة صغيرة مدللة لوالدي رحمه الله والقريبة إلى فؤاده كثيرا وأكثرنا جرأةً عليه وعلى اللعب على فراشه كما أنني اذكركك بعبارتك التي كنت تقوليها لوالدي رحمه الله ببراءة الأطفال زيح بدي افوت بالطمبون وكنت تعني بذلك بدك تنامي خلفه ............... وعندما غاب والدي عن هذه الدنيا حاولت جاهدا أن أكون ذلك الأخ الحنون والأب الصغير لكم جميعا ولكن كانت لكي تلك الخصوصية وأحيانا كثيرة كنت اسأل أمي لماذا ميسون تعاملينها بتلك الطريقة مثل باقي إخوتي وأخواتي ترد عليَّ قائلة أخاف أن تبكي وميسون عندما تبكي تقول عكس الأطفال يابا وهكذا مرت الأيام وكبرت وربما لم تذكري نلك الأحداث أو جزأ من كحلم في ذاكرتك .

أختي الحبيبة أم احمد

عندما كنت ادرس في رومانيا كنت اعرف حينها إنني كنت بالنسبة لكم الأخ والأب وهذا زاد من عزيمتي وإصراري على النجاح والتفوق ولهذا كنت دائما أخصكم في رسائلي وأحدثكم بالكثير من الإحداث اليومية التي كانت تحصل معي ودائما كان لكي النصيب الأوفر من ذكريات ومحبة قلبي الذي تزداد معه هذه المحبة كلما بعدت عني وطالت المسافة بيني وبينك ..... حتى أن محبتك انتقلت إلى أبنائي وبناتي حتى أنني اذكر حادثة ظريفة حدثت مع ابني عمر الابجر قبل عدة سنيين عندما كان معصب و زعلان في إحدى المرات قال بصوت عالي ولكووا بدي أموت بس خلوني أشوف واحكي مع عمتي ميسون . كما انك الوحيدة الذي أخذت عني موهبة الرسم والفن وهذا إن دل فأنه يدل على توافق في الكثير من الأحيان .

لن أطيل عليك في هذه الرسالة والتي كتبتها على عجل لأنه خالج قلبي طيف قلبك الذي سمح لقلمي كتابة هذه السطور المجبولة بحنين المحبة والاشتياق لكل الأحبة في الغربة التي بمسافتها أبعدتكم عنا ولكن محبتكم أشعرها تزداد يوم عن يوم بل كل لحظة من لحظات عمرنا . كما أنني أوعدك بكتابة الكثير من ما هو مخزون في صندوق ذكرياتي من ذكريات الطفولة والجامعة .

وأخيرا أقول ربما الكثير من الأطفال والأولاد عاشوا يتامى وآبائهم وأمهاتهم أحياء يرزقون , متعنا الله بموفر الصحة والعافية وبارك الله لنا في أبنائنا وبناتنا وأزواجنا واستدل الله على أمنا ثوب الصحة والعافية ومتعها الله بكل ما هو خير وأحياها حتى تزوج أبنائنا وبناتنا .

أمين يا رب العالمين

وإلى اللقاء ........................

أخوك المهندس محمد خير ارشيد

بل اخوك بالاسم الذي تحبي أن تناديه

أخوك أبو الخير

Sunday, April 24, 2011

الحكاية التي أبكتني هذا الصباح

الحكاية التي أبكتني هذا الصباح

سأحكي لكم الحكاية والقصة التي أبكتني هذا الصباح وأبدا الحكاية بلسان راويتها و محدثتها والتي تقول فيها بأن زلزالا قويا ضرب منطقة البلقان في حقبة الستينات وكان على أطراف القرية والتي كانت مركزا للزلزال فلاح وزوجته يسكنان في بيتا خشبي في مزرعة لهما على أطراف القرية , بعد الزلزال اطمئن الفلاح على زوجته وبيته الذي لم يصب بأذى إلا القليل ثم ذهب مسرعا ومهرولا إلى المدرسة التي يدرس بها ابنه وعندما وصل المدرسة شاهد الشيء العجيب ’ شاهد الشيء الذي لم يكن يرغب أن يتصوره يالا الهول المدرسة أصبحت كومة من الحجارة يعلوها الغبار الكثيف , فكر قليلا وقال في نفسه أني وعدت ابني أن أكون إلى جانبه في اشد وأحلك الظروف , نظر إلى الجموع الغفيرة حوله وهم لا حوله لهم ولا قوة نظر إلى النساء وهن يبكيان أطفالهن ..........الجميع لم يحركوا ساكنا ولم يفعلوا أي شيء اعتقدوا أن أطفالهم قد ماتوا جميعا , ولكن الفلاح الذي لم ييأس أبدا قال في نفسه في تلك اللحظات إن مكان صف ابني في المنطقة الخلفية من المدرسة هرول مسرعا إلى تلك المنطقة وصار بكل بقوة و عزيمة يرفع الحجارة والتراب ويرميها بعيدا والجموع رجلا ونساءا ينظرون إليه ويعتقدون إن جارهم الفلاح قد جن من هول ما قد حدث وحضروا إليه وقالوا له أتركك من هذا لأن التلاميذ قد ماتوا جميعا لان أجسامهم لا تحتمل قوة سقوط هذه الحجارة والكتل الإسمنتية , شدوه نحوهم والفلاح يقول لهم بصوت عالي إما تساعدوني أو تتركوني وشأني لأني وعدت أبني أن أكون بجانبه وبقي الفلاح يزيح الحجارة والأتربة 37 ساعة عمل متواصلة حتى رأى ممرا ومدخلا صغيرا وهنالك نادى على ابنه ادوارد بصوت عالي كله شجون , وإذا بصوتاً يأتيه من بعيد......................

" أنا هنا يا أبي " ثم التفت ادوارد إلى زملائه من حوله وقال لهم الم اقل لكم أن أبي سيأتي لإنقاذنا لأنه وعدني بأنه سيكون دائما بجانبي , ونادى الفلاح بأعلى صوته ادوارد حي هو وزملائه , وهب الجميع بعد ذلك هبة رجلا واحد لإنقاذ الأطفال ...... ونقل التلاميذ والبالغ عددهم 30 تلميذ وشفي جميعهم بفضل ذلك الفلاح الذي لم ييأس قط ................

ودارت الأيام وأصبح ادوارد مهندسا يشار إليه بالبنان وحينها وعد والده بأن يكون بجانبه معه في شيخوخته ولن يتخلى عنه أبدا مهما كلفه الأمر

وإلى اللقاء ........................

بقلم المهندس محمد خير ارشيد

عندما كنا نحتسي القهوة

عندما كنا نحتسي القهوة

استوقفتني و أعجبتني مقولة احد الزملاء عندما كنا نحتسي القهوة في مكتبي صبيحة هذا اليوم عندما كنا نتناقش حول اهمية المعرفة عندما قال على الواحد منا إيجاد مساحة من المعرفة اليومية يتمتع بها ويغوص ويبحث في أعماقها عن ضالته

وهذا كله ذكرني بأبيات الشاعر الزمــخشري

وصرير أقلامي على أوراقها

أحلى من الدوكـــاء والعشاق

وألذ من نقر الفتاة لدُفها

نقري لألقي الرمل عن أوراقي

ألهذا الحد تمتع الزمخشري بمتعة العلم والمعرفة ! حتى بات صرير أقلامه أحلى من متعة العشق والمناجاة، نعم فمتعة العلم تجلب السعادة والسرور وتكشف عن المستور و سبحان الله النفس البشرية مولعة بالاطلاع لمعرفة كل ما هو جديد و حديث و متطور

وهنا لا يفوتني إلا أن أُذكِّر بقصة زميلنا محمد ..... وما حصل معه في نهاية شهر رمضان، فقد اضطر للدخول إلى احد المستشفيات بسبب ألم ألمَّ به وبدأ مع المعاناة وجهل بعض الأطباء فهذا يفحصه وآخر يطمئنه دون فائدة، الألم يزيد وأخيراً طلب منه العودة إلى البيت دون جدوى وفي البيت زاد ألمه ومن شدة الألم تمَّ إرساله إلى مستشفى ........ وفي غرفة الطوارئ تم الاتصال بأحد الأطباء الجباهذة ونطّاسي من نطّاسيي هذا البلد المعطاء الذي شخَّص مرضه على صورة الأشعة عبر الهاتف المحمول والذي أوعز في ضَوء نتائجها بتجهيز غرفة العمليات أجريت لزميلنا العملية والتي نجحت بحمد الله، وزرنا زميلنا وكم كانت فرحته هو وأهلة بهذا النطاسي الذي كان يتكلم عنه بكل شغف وسرور.

وأخيراً وليس آخراً أقول العلم والمعرفة هي أسلحة هذا العصر التي بقوتها نبني المؤسسات والأوطان، هي الأسلحة التي تجلب لنا السعادة والسرور.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والى المقال القادم من...... مقالات ابوالخير....

بقلم المهنس محمد خير ارشيد

Monday, April 18, 2011

دعاء قطة

دعاء قطة

تدور إحداث الحكاية التي استمعت إليها صباحا على إذاعة حياة أف أم والتي قصتها علينا المذيعة المتألقة عبير الكسواني في برنامجها الصباحي من قصة حقيقية رواه لها أحد المشايخ ولحسن الحظ كان برفقتي أبنائي عرين وعبدالله حيث طلبوا مني نشر هذه الحكاية على مدونتي الالكترونية للفائدة واخذ منها الدروس والعبر.

وتقول المذيعة في حكايتها أن احد الشباب والتي كانت والدته مريضة وفي حالة غيبوبة وموجودة في قسم العناية الحثيثة في إحدى المستشفيات ,حيث تعود هذا الشاب على زيارة والدته والجلوس بجانبها كل يوم وفي أحد الأيام صباحا وجد قطة قد ولدت في كرتونه في إحدى زوايا أطراف بيته , فتح الكر تونة نظر إلى القطة وصغارها التي ولدتهم للتو فشعر أن هذه القطة الوالدة بحاجة إلى الطعام لإرضاع صغارها فما كان منه إلا أن ذهب إلى البقالة المجاورة واشترى منها علبتين من سمك التونة ثم عاد وفتح العلب وأطعمهن إلى القطة .........وبعد الظهر ذهب الشاب لزيارة والدته في المستشفى وعند دخوله إلى غرفة العناية الحثيثة لم يجد والدته على سريرها فذهب مسرعا إلى الممرضات ليسألهن عن والدته لأنه كان خائفا من أنه قد حصل لها أي مكروه لا سمح الله , وقالت له الممرضة مبتسمة لا تخف فوالدتك قد تحسنت هذا الصباح وتم نقلها إلى الغرفة المجاورة .......................

عاد الشاب ثانيتا إلى الغرفة المجاورة لقسم العناية الحثيثة ليرى أمه وعندما وصل وفتح الغرفة قالت له والدته لا تخف أنا بصحة جيدة ,أسرع إليها قبل يديها وحمد الله على شفائها وتحسنها ثم جلس بجانبها .................ثم قالت له يا بني حلمت صباحا وأنا ما زلت في غرفة العناية الحثيثة بأن قطة وصغارها يرفعن أيديهن إلى السماء ويدعون لي بالشفاء وما هي إلا لحظات حتى فقت من غيبوبتي وشعرت بتحسن في جميع أنحاء جسمي................

ابتسم الشاب والدموع تملئ عينيه ......... قص على والدته ما حصل معه صباحا , شكر الله وحمده وأثنى عليه ثناء الحامدين الشاكرين ...... امسك بيدي والدته قبلهن ثم عاد وقبل رأس والدته وقال لها رب كريم .

وإلى اللقاء ........................

بقلم المهندس محمد خير ارشيد

Sunday, April 17, 2011

حكاية فارس من فرسان الوطن

حكاية فارس من فرسان الوطن

تعودت يوميا المرور صباحا من أمام اشارة الصناعة والتجارة كما يسميها الكثير من أبناء عمان وخلال مروري الصباحي وتوقفي عند الاشارة وعلى مرور الاشهر الماضية شد انتباهي شرطي السير الذي يمرر ويراقب حركة السير من جميع المنافذ على هذه الاشارة بكل همة ونشاط .

يا له من فارس كان يمرر السيارات بصورة مدهشة تُحبب الناسَ بهِ , كان يُحيي السائقين والمارة بكل حرارة واشتياق من خلال رفع يده وإنزالها الى الاسفل بشدة كأنهُ في مراسمَ عسكرية خلال هذه الفترة بدأت اراقب واتابع يومياً حركات هذا الفارس بشغف انتظرهُ , انظر إليه والى حركاته والتي كان يؤديها بحيوية ونشاط وكأنه يؤديها لأول مرة , كل من يمر بهذه الاشارة يعرف هذا الفارس من ملامحه الاردنية وبشنبهِ الكثيف وأني اجزم أن كل من يراه يناديه بـ أبو شنب وربما هو لا يعرف منا أحد .

هكذا هم ابناء الوطن الذين لا يتوانون عن العطاء وتقديم الغالي والنفيس لكل من يقصدهم وكيف اذا كان الوطن .

انني والآخرين امثالي ممن يمرون بإشارة الصناعة والتجارة على موعد صباحي مع هذا الفارس الذي اتوق الى رؤيتهِ وتحيته صباحا من اعماق قلبي , له مني ومنكم اكليلاً من الغار ليلف به عنقه.

والى اللقاء مع حكاية أخرى من حكاياتي

بقلم المهندس محمد خير ارشيد


Tuesday, April 12, 2011

على سلم الطائرة

على سلم الطائرة

تخيل انك في حقبة الثمانينيات ولم يتجاوز عمرك الثامنة عشر تفارق الأهل والأصدقاء إلى بلد أوروبي مثل رومانيا تختلف عنك في العادات والتقاليد , هذا ما حصل معي ودار في خلدي ظهر يوم الخامس عشر من تشرين الأول عام 1980 وأنا أتجول في قاعات المسافرين والسوق الحرة في مطار ماركا الدولي ,,,,,,,, ثم جلست برهةً من الوقت استعرض الأيام الماضية وقلت في نفسي للتو ودعت الوالد والوالدة والإخوة والأخوات وهاأنا في مكان سينقلني بعيدا عنهم وماهية إلا لحظات حتى جاء صديقي خالد و باسم ونادوا علي أبو الخير تعال على السوق الحرة بدنا نشتري دخان قرب موعد إقلاع الطائرة ..................وفي الساعة الثالثة بعد الظهر بدأ النداء على المسافرين على طائرة تاروم والمتوجهة إلى بوخارست رومانيا الصعود إلى الطائرة وبالفعل صعدنا في الباص الذي سينقلنا إلى موقع الطائرة وعند الوصول إلى الطائرة نزلنا من الباص وتفقدنا حاجتنا وهممنا بالصعود إلى الطائرة وفي تلك الأثناء ذكرنا أحد الأصدقاء بأغنية طلال مداح من سلم الطائرة بكيت غصبا بكيت وصار يغني بها والبعض منا بكى غصبا عنه ولكن في النهاية غنى الجميع مع بعضهم البعض تلك الأغنية المشهورة لطلال مداح

من سلم الطائرة بكيت غصباً بكيت
على محبين قلبي عندما ودعوني
وشفت محبوب قلبي بين نخلة وبيت
يناظر الطائرة يبغى يحرك شجوني
فعلاً أنا عندما شفته بعيني بكيت
وقلت من فضلكم لو تسمحوا أنزلوني
باشوف محبوب قلبي وعادني ما انتهيت
وان كنت غلطان يا أهل الطائرة فهموني.

دخلنا إلى الطائرة وكانت رائعة من الداخل , وكان كادر الطائرة و المضيفات يرحبون بنا بالانجليزي والروماني ثم جلسنا على مقاعدنا وكنا مسرورين فرحين بهذه السفرة التي غيرت مجرى تاريخ حياتنا وما هي إلا دقائق حتى أقلعت الطائرة باتجاه مطار لارنكا / قبرص وعندما حلقت الطائرة فوق عمان بدئنا ننظر إليها من النوافذ وكان منظرا رائعا خلابا بكل ما للكلمة من معنى .......... بدأت المضيفات بتقديم ما نحتاجه من ماء وعصير ثم قدمن لنا وجبة الغداء ويا لها من وجبة كل شيء فيها محسوب بعناية فكان يوجد بها حبة زيتون واحدة وعرق خس وقطعة صغيرة من الخبز ..............وصلنا مطار لارنكا وبقينا في نفس الطائرة ما يقارب الساعة والنصف ثم اقلعنا مرةً ثانية إلى مطار بوخارست الدولي ومع بداية الليل وصلنا إلى مطار بوخارست واحتجنا إلى كثير من الوقت لإنهاء إجراءات الفيزا والفحص الطبي وبعد ذلك خرجنا إلى قاعات المستقبلين وكان في استقبالنا الملحق الثقافي سعادة الأستاذ محمد عبيدات الذي رحب بنا أجمل ترحيب وتمنى لنا التوفيق في دراستنا الجامعية كان الملحق الثقافي رجلا رائعا قام بدوره معنا على أكمل وجه حيث تفقدنا واطمئن علينا كالأب الحاني على أبنائه ثم بعد ذلك تم نقلنا إلى سكن الاقرونوميا وهو سكن ترانزيت في كلية الزراعة للطلاب الجدد .

عندما وصلنا كانت الساعة تقارب الساعة الثالثة صباحا وكان الكل منا متعبا مرهقا فنمت في أحد الغرف ولم أميز من كان معي في الغرفة نمت نوما عميقا وكان شعوري وأنا نائم كأنني نائم على فرشتي في بيتنا في اربد .

استيقظت صباحا على صوت سليم وخالد ذهبنا إلى المناطق المجاورة للسكن نبحث عن طعام ولكن لم يفهم علينا احد وبعد ذلك حاولنا التفاهم معهم بالإشارة واذكر هنا حادثة ظريفة قام بها احد الزملاء حيث قام برسم حنفية ماء تنقط داخل كاسة وهنا فهم الجارسون واحضر له ماء عادي كونه في العادة تقدم الماء الغازية في المطاعم ونحن لم نكن قد تعودنا عليها بعد .

بعد الظهر حظر إلينا الملحق الثقافي وسئل عن الطلاب المبعوثين من الأردن وقام بتوزيعنا على الجامعات وكان توزيع معظمنا على جامعة بوخارست وسكنا في سكن طلاب التحضيري في منطقة الباندوري .

وماهية إلا أيام حتى باشرنا دراسة اللغة الرومانية في كلية اللغة الرومانية وآدابها في جامعة بوخارست بكل جد واجتهاد كسنة تحضيرية لدراسة الهندسة الميكانيكية إنتاج الآلات جامعة بوخارست التقنية .

هذه ذكرياتي التي لا تنسى من على سلم الطائرة وحتى أيامي الأولى لوصولي لمدينة بوخارست المدينة التي أمضيت بها أجمل سنين عمري

بقلم المهندس محمد خير ارشيد

صبيحة يوم سفر

صبيحة يوم سفر

تعود بي الذكريات إلى مساء ليلة الرابع عشر من شهر تشرين أول من عام 1980 حيث كنت استعد للسفر إلى رومانيا لمتابعة دراستي الجامعية , كانت تلك الليلة من الليلي التي لن أنساه ما حييت لأن ذكرها محفورةً في مخيلتي في تلك الليلة جاء لوداعي الأقارب والأهل والجيران والأصحاب اجتمعوا في بيتنا لوداعي ولتصبير أمي على فراقي الذي سيطول , اجتمع الجميع على المصطبة التي كانت مفروشة بفرشات الصوف ومجهزة بالمراكي تكريما لمن جاء لوداع أبو الخير كما كانت تقول أمي حفظها الله , جاءت الجدات أم علي وأم عوض والحاجة فاطمة اليوسف لوداعي هن أيضا وكانت كل واحدة تسلم علي وتقبلني وتضع في جيبي مبلغ من النقود كنوع من المساهمة و التكافل ولان الجدات كن يحببني كثيرا وخاصة الجدة أم علي رحمه الله والتي كان لها علي بالفضل الكثير وخاصة عندما كنت ادرس التوجيهي , هكذا كان الأهل والجيران في تلك الفترة إذا نجح أي فرد ينقطوه مبلغ من النقود كمساهمة منهم للتخفيف عنه أو نوع من رد الجميل إلى أهله , وما هي إلا ساعات حتى امتلئ البيت بالأعمام والأخوال والأهل صغارا وكبارا حتى أنه لم يكن هنالك أي متسع وكانت الوالدة حفظها الله تقول وتكرر أهلا وسهلا البيت الضيق يتسع لكل الأحباب والأصدقاء , وكان والدي رحمه الله يطالعني وينصحني ويشد من عزيمتي للمثابرة على الدراسة والرجوع إلى الأهل بشهادة ترفع الرأس وكانت أمي والشقيقات أمل وميسون يحضرن الشاي والقهوة لكل الضيوف أما الأخوات ياسمين وأسمهان في تلك الأيام فلم يتجاوزن الثمانية سنين فكن يلحقن بي أينما اتجهت وأتوقع إنهن لم يدركن بعد ما هو الفراق والسفر والبعد عن الأهل في تلك الليلة وما هو القصد من مجيء كل هؤلاء .........

استأذنت من الوالد والوالدة وذهبت إلى السوق لشراء بعض الحاجيات و بعض ما يلزمني وتصريف دولارات وكان الدولار في تلك الأيام يساوي سبعة وعشرون قرشا يا بلاش وكان معي بعض الأصدقاء وعدنا إلى البيت وعدت وجلست مع اخوي حسين وزكريا الذي كان في الصف السادس الابتدائي ولم انم تلك الليلة فرحة في السفر وخوفا من المجهول .

استيقظت مبكرا فوجدت الوالد والوالدة قد استيقظوا قبلي وقامت الوالدة بتحضير الفطور ولكني لم استطيع تناول أيا من ذلك الفطور وكان والدي رحمه الله قد استأجر سيارة 190 من سرفيس شارع فلسطين لنقلي إلى المطار وكان هذا أحسن الموجود في تلك الأيام وعندما قاربت الساعة العاشرة امتلأت الدخلة التي نسكنها بالجيران والأهل والأصدقاء وكان اغلبهم يبكي على سفري وفراقي ورأفتن بأمي ركبت في السيارة أنا وأمي بعد أن ودعتهم جميعا ,,,,

نظرت إليهم من زجاج السيارة لوحت لهم بيدي أجهشتُ بالبكاء لبكائهم علي ولفراق الأهل والأصدقاء والمكان الذي نشأت وترعرعت فيه طفولتي ومراهقتي .

ذهبنا بالسيارة بعد ذلك إلى بيت صديقي سليم ليسافر معنا في نفس السيارة أخذناه من البيت هو وأمه و اتجهنا إلى مطار ماركا حيث لم يكن غيره في تلك الأيام وشقت السيارة طريقها إلى عمان وعندما وصلنا المطار أخذنا حقائبنا للدخول وعادت أمي وأم زميلي إلى اربد وهن يبكيان والسائق يقول لهن بلهجته العامية ناس رايحيين يدرسوا ويشفوا مستقبلهم تبكن عليهم ويردن عليه والله بعدهم إصغار

هذه حكاية ليلة وصبيحة يوم سفري إلى رومانيا أقصها عليكم من صندوق ذكرياتي المفعم بالذكريات انتظروني في حكاية يوم وصولي إلى رومانيا /بوخارست وذكريات الطائرة التي ربكناها لأول مرة

بقلم المهندس محمد خير ارشيد

Sunday, April 10, 2011

ذكرى من ذكريات أيام الدراسة الجامعية

ذكرى من ذكريات أيام الدراسة الجامعية

في منتصف الثمانينيات وأنا على مقاعد الدراسة الجامعية في جامعة بوخارست عاصمة رومانيا مدينة الزهور وفي أحد تلك الأيام وأنا قادم من محطة اليونيريا رأيت مجموعة كبيرة من الرومان مجتمعين عند كنيسة قديمة وهذا ملفت للنظر في تلك الأيام , ذهبت إلى المجموعة ووقفت بينهم وعند سؤالي لأحدهم ماذا يحصل هنا رد عليَّ بكل بساطة بدهم ينقلوا الكنيسة إلى تلك المنطقة وأشار إليها بإصبعه وتلك المنطقة تبعد 500 متر عن الكنيسة وقلت مستغربا معقول قال لي نعم هذا الذي سيصير .

هذه الحركة زادت من شغفي وتحفيزي لمتابعة تحريك ونقل الكنيسة وحيث كنت ادرس الهندسة ومولع بالفنون الجميلة وعاشق لكل ما هو تراثي وقديم وذو بعد ديني وتاريخي .

بدأت اذهب بين الفترة والأخرى إلى منطقة اليونيريا لمتابعة نقل وتحريك الكنيسة ........... قام فريق من المهندسين والمختصين ببناء قاعدة تحت الكنيسة وركبت القاعدة على مجموعة من العجلات الفولاذية تمر فوق سكك حديدية وقامت مجموعة من الونشات المصنوعة لهذه الغاية بشد وسحب القاعدة يوميا وكل فترة مجموعة من الأمتار وبعدها تطمر المنطقة المسحوبة وتبنى بشكل سليم وبعد عدة أشهر من بداية السحب وصلت الكنيسة إلى مكانها الجديد وتم الاحتفال بذلك.

هذه القصة ارويها لكم من صندوق ذكرياتي ليس من باب التفاخر ولكن هذا ما جال في خاطري وأنا في منطقة اللويبدة وسط عمان المنطقة التي تعبق منها رائحة التاريخ رائحة العمانيون الزكية على مدار حقبة زكية من تاريخ المملكة .

وهذه دعوة لنا جميعا للمحافظة على ما هو قديم وتاريخي وتراثي في كل مكان في أرجاء وطننا الغالي لأن القديم هو امتداد مُتَجذر لكل ما هو جديد وعذرا إذا قلت بلهجة أمي من ترك قديمه مات.

والى اللقاء مع حكاية او قصة أخرى من حكاياتي

بقلم المهندس محمد خير ارشيد


استراتيجية التمويل الأخضر (2023-2028)

  استراتيجية التمويل الأخضر (2023-2028) قام البنك المركزي الأردني بتاريخ 13/11/2023 بإطلاق استراتيجية التمويل الأخضر (2023-2028) . يأتي إط...