طيور شلوى والتكافل الاجتماعي بأحسن صوره
يحكى أن ثلاثة أيتام من قبيلة شمر توفي والدهم ووالدتهم وكان اكبرهم لا يتجاوز الثلاث سنوات ويقول الراوي هؤلاء الاطفال هم شويش و عدامة وهيشان ولم يبقى لهم سوى جدتهم والدة ابيهم الحاجة شلوى وكانت جدتهم طاعنة في السن , فكانت اذا ارادت أن تطعمهم تذهب الى الجيران والاهل في العشيرة ولتحببهم بها وباطفالها كانت تقول يا مين يطعم طويراتي وأجره على الله وكانت تقصد بذلك الاطفال الايتام ابناء ابنها .
شاع خبر شلوى وطويراتها بين أفراد القبائل وما كان من شيخ شمر إلا أن أمر بنقل بيتها الى جواره حتى اصبحت الحاجة شلوى قصيرة الشيخ وقصير الشيخ بعرف البادية لا يضام ابدا , وكان الشيخ يسأل دائما عن شلوى وطويراتها ويتفقدها دائما وكان قبل أن يتناول طعامه يسأل معزبته ( زوجته ) هل طيور شلوى تناولوا طعامهم .
ومع الايام كُبر طيور شلوى وأصبحوا فرسان ذاع صيتهم بين القبائل وفي إحدى الايام غزتهم إحدى القبائل لسبي نسائهم فقام رجلٌ شيخ كبير طاعن في السن يشحذ الهمم وينادي بأعلى صوته على الفرسان لرد الغزو فقام شويش ملبياً ندائه صائحاً بأعلى صوته أنا طير شلوى ثم قام اخوه الثاني ثم الثالث صائحين بأعلى اصواتهم نحن طيور شلوى ثم لحق بهم باقي فرسان القبيلة فردوا الغزو وعادوا منتصرين وصار بعد ذلك جميع فرسان القبيلة يتفاخروا بأنهم طيور شلوى أحفاد تلك الجدة التي ربت احفادها على الفروسية والعطاء والذود عن الحمى .
وفي نهاية حكايتي مع طيور شلوى اقول أن هذه الربوع حبلى ومليئة بالقصص الرائعة عن التكافل الاجتماعي والذي نحن بأمس الحاجة اليه هذه الايام لأن التكافل يولد العطاء والفداء وتقديم الغالي والرخيص
والى اللقاء مع موعد آخر وحكاية اخرى ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بقلم المهندس محمد خير ارشيد
No comments:
Post a Comment