الحكاية التي أبكتني هذا الصباح
سأحكي لكم الحكاية والقصة التي أبكتني هذا الصباح وأبدا الحكاية بلسان راويتها و محدثتها والتي تقول فيها بأن زلزالا قويا ضرب منطقة البلقان في حقبة الستينات وكان على أطراف القرية والتي كانت مركزا للزلزال فلاح وزوجته يسكنان في بيتا خشبي في مزرعة لهما على أطراف القرية , بعد الزلزال اطمئن الفلاح على زوجته وبيته الذي لم يصب بأذى إلا القليل ثم ذهب مسرعا ومهرولا إلى المدرسة التي يدرس بها ابنه وعندما وصل المدرسة شاهد الشيء العجيب ’ شاهد الشيء الذي لم يكن يرغب أن يتصوره يالا الهول المدرسة أصبحت كومة من الحجارة يعلوها الغبار الكثيف , فكر قليلا وقال في نفسه أني وعدت ابني أن أكون إلى جانبه في اشد وأحلك الظروف , نظر إلى الجموع الغفيرة حوله وهم لا حوله لهم ولا قوة نظر إلى النساء وهن يبكيان أطفالهن ..........الجميع لم يحركوا ساكنا ولم يفعلوا أي شيء اعتقدوا أن أطفالهم قد ماتوا جميعا , ولكن الفلاح الذي لم ييأس أبدا قال في نفسه في تلك اللحظات إن مكان صف ابني في المنطقة الخلفية من المدرسة هرول مسرعا إلى تلك المنطقة وصار بكل بقوة و عزيمة يرفع الحجارة والتراب ويرميها بعيدا والجموع رجلا ونساءا ينظرون إليه ويعتقدون إن جارهم الفلاح قد جن من هول ما قد حدث وحضروا إليه وقالوا له أتركك من هذا لأن التلاميذ قد ماتوا جميعا لان أجسامهم لا تحتمل قوة سقوط هذه الحجارة والكتل الإسمنتية , شدوه نحوهم والفلاح يقول لهم بصوت عالي إما تساعدوني أو تتركوني وشأني لأني وعدت أبني أن أكون بجانبه وبقي الفلاح يزيح الحجارة والأتربة 37 ساعة عمل متواصلة حتى رأى ممرا ومدخلا صغيرا وهنالك نادى على ابنه ادوارد بصوت عالي كله شجون , وإذا بصوتاً يأتيه من بعيد......................
" أنا هنا يا أبي " ثم التفت ادوارد إلى زملائه من حوله وقال لهم الم اقل لكم أن أبي سيأتي لإنقاذنا لأنه وعدني بأنه سيكون دائما بجانبي , ونادى الفلاح بأعلى صوته ادوارد حي هو وزملائه , وهب الجميع بعد ذلك هبة رجلا واحد لإنقاذ الأطفال ...... ونقل التلاميذ والبالغ عددهم 30 تلميذ وشفي جميعهم بفضل ذلك الفلاح الذي لم ييأس قط ................
ودارت الأيام وأصبح ادوارد مهندسا يشار إليه بالبنان وحينها وعد والده بأن يكون بجانبه معه في شيخوخته ولن يتخلى عنه أبدا مهما كلفه الأمر
وإلى اللقاء ........................
بقلم المهندس محمد خير ارشيد
No comments:
Post a Comment