ذكريات حكتها الجدة فاطمة الرشيد أم خضر رحمها الله

ذكريات حكتها الجدة فاطمة الرشيد أم خضر رحمها الله

وأنا بدوري احكيها إلى كل أحفاد عبدالله الرشيد

تعود هذه الحكاية إلى النصف الأول من عام 1994 عندما جاءت الجدة فاطمة الرشيد أم خضر لزيارتنا في بلدة السخنة عندما علمت أنني رزقت بمولد أسميته عبدالله تيمنا باسم جدي عبدالله , في تلك الأيام زارتني الجدة وقد تجاوزت ال 95 من عمرها ,,,, وقلت لها في حينها جدتي أم خضر قصي لي حكاية استشهاد جدي عبدالله قالت ان شاء الله احكيها لكم وها أنا احكي لكم بلسان حالها بعد أن أخذت ابني عبدالله و وضعته في حضنها ثم قالت وكأنها تحاكيه استشهد عبدالله الرشيد عام 1936 في موقعة جنين مع العديد من شهداء عرب الصقر ثم قالت بعد أن صمتت قليلا جاءني عبدالله ليلة ذهابه إلى نداء المعركة ليلا إلى منطقة الحمرا /بيسان ليودعني وصار يقبل يدي ورأسي كأنه كان يشعر بأنه يودعني لسفر لا رجعة منه وتقول الجدة أم خضر أمسكت به ولكنه أصر عليَّ على الذهاب وأن يلتحق بالثوار وتقول الجدة أم خضر بعد ذلك تجند ببندقيته وامتطى فرسه وذهب مسرعا ليلحق بزملائه الذين سبقوه ,,,,,, وتقول الجدة أيضا في حكايتها عن عبدالله الرشيد كان فارسا مغوار يخاف على فلسطين كما يخاف على أهله وعشيرته ، عبدالله الرشيد لبى النداء مثلما لبى الكثير من شباب عشائر الصقر .

عبدالله الرشيد عندما استشهد وكما حدثتني جدتي كان شابا في ريعان الشباب ولم يمضي على زواجه إلا عدة شهور , عبدالله الرشيد عندما لبى النداء كانت جدتي حامل بوالدي الذي ولد بعد استشهاده بثلاثة أشهر , كان خبر استشهاد جدي عبد الله الرشيد في غور بيسان والحمرا وخنيزير وكأنه خبر زفافه احتفل فرسان عرب الصقر به كالعريس بكوه جميعا صغيرهم وكبيرهم نسائهم وعجائزهم .

ثم تقول جدتي بعد مدة ذهبت إلى مدينة جنين وزرت قبور الشهداء وتقول من بعدها بردت حرقة قلبي ولكني ما زلت اذكره وكأنه يحاكيني كل ليلة .

وإلى اللقاء ........................

بقلم المهندس محمد خير ارشيد