على سلم الطائرة
تخيل انك في حقبة الثمانينيات ولم يتجاوز عمرك الثامنة عشر تفارق الأهل والأصدقاء إلى بلد أوروبي مثل رومانيا تختلف عنك في العادات والتقاليد , هذا ما حصل معي ودار في خلدي ظهر يوم الخامس عشر من تشرين الأول عام 1980 وأنا أتجول في قاعات المسافرين والسوق الحرة في مطار ماركا الدولي ,,,,,,,, ثم جلست برهةً من الوقت استعرض الأيام الماضية وقلت في نفسي للتو ودعت الوالد والوالدة والإخوة والأخوات وهاأنا في مكان سينقلني بعيدا عنهم وماهية إلا لحظات حتى جاء صديقي خالد و باسم ونادوا علي أبو الخير تعال على السوق الحرة بدنا نشتري دخان قرب موعد إقلاع الطائرة ..................وفي الساعة الثالثة بعد الظهر بدأ النداء على المسافرين على طائرة تاروم والمتوجهة إلى بوخارست رومانيا الصعود إلى الطائرة وبالفعل صعدنا في الباص الذي سينقلنا إلى موقع الطائرة وعند الوصول إلى الطائرة نزلنا من الباص وتفقدنا حاجتنا وهممنا بالصعود إلى الطائرة وفي تلك الأثناء ذكرنا أحد الأصدقاء بأغنية طلال مداح من سلم الطائرة بكيت غصبا بكيت وصار يغني بها والبعض منا بكى غصبا عنه ولكن في النهاية غنى الجميع مع بعضهم البعض تلك الأغنية المشهورة لطلال مداح
من سلم الطائرة بكيت غصباً بكيت
على محبين قلبي عندما ودعوني
وشفت محبوب قلبي بين نخلة وبيت
يناظر الطائرة يبغى يحرك شجوني
فعلاً أنا عندما شفته بعيني بكيت
وقلت من فضلكم لو تسمحوا أنزلوني
باشوف محبوب قلبي وعادني ما انتهيت
وان كنت غلطان يا أهل الطائرة فهموني.
دخلنا إلى الطائرة وكانت رائعة من الداخل , وكان كادر الطائرة و المضيفات يرحبون بنا بالانجليزي والروماني ثم جلسنا على مقاعدنا وكنا مسرورين فرحين بهذه السفرة التي غيرت مجرى تاريخ حياتنا وما هي إلا دقائق حتى أقلعت الطائرة باتجاه مطار لارنكا / قبرص وعندما حلقت الطائرة فوق عمان بدئنا ننظر إليها من النوافذ وكان منظرا رائعا خلابا بكل ما للكلمة من معنى .......... بدأت المضيفات بتقديم ما نحتاجه من ماء وعصير ثم قدمن لنا وجبة الغداء ويا لها من وجبة كل شيء فيها محسوب بعناية فكان يوجد بها حبة زيتون واحدة وعرق خس وقطعة صغيرة من الخبز ..............وصلنا مطار لارنكا وبقينا في نفس الطائرة ما يقارب الساعة والنصف ثم اقلعنا مرةً ثانية إلى مطار بوخارست الدولي ومع بداية الليل وصلنا إلى مطار بوخارست واحتجنا إلى كثير من الوقت لإنهاء إجراءات الفيزا والفحص الطبي وبعد ذلك خرجنا إلى قاعات المستقبلين وكان في استقبالنا الملحق الثقافي سعادة الأستاذ محمد عبيدات الذي رحب بنا أجمل ترحيب وتمنى لنا التوفيق في دراستنا الجامعية كان الملحق الثقافي رجلا رائعا قام بدوره معنا على أكمل وجه حيث تفقدنا واطمئن علينا كالأب الحاني على أبنائه ثم بعد ذلك تم نقلنا إلى سكن الاقرونوميا وهو سكن ترانزيت في كلية الزراعة للطلاب الجدد .
عندما وصلنا كانت الساعة تقارب الساعة الثالثة صباحا وكان الكل منا متعبا مرهقا فنمت في أحد الغرف ولم أميز من كان معي في الغرفة نمت نوما عميقا وكان شعوري وأنا نائم كأنني نائم على فرشتي في بيتنا في اربد .
استيقظت صباحا على صوت سليم وخالد ذهبنا إلى المناطق المجاورة للسكن نبحث عن طعام ولكن لم يفهم علينا احد وبعد ذلك حاولنا التفاهم معهم بالإشارة واذكر هنا حادثة ظريفة قام بها احد الزملاء حيث قام برسم حنفية ماء تنقط داخل كاسة وهنا فهم الجارسون واحضر له ماء عادي كونه في العادة تقدم الماء الغازية في المطاعم ونحن لم نكن قد تعودنا عليها بعد .
بعد الظهر حظر إلينا الملحق الثقافي وسئل عن الطلاب المبعوثين من الأردن وقام بتوزيعنا على الجامعات وكان توزيع معظمنا على جامعة بوخارست وسكنا في سكن طلاب التحضيري في منطقة الباندوري .
وماهية إلا أيام حتى باشرنا دراسة اللغة الرومانية في كلية اللغة الرومانية وآدابها في جامعة بوخارست بكل جد واجتهاد كسنة تحضيرية لدراسة الهندسة الميكانيكية إنتاج الآلات جامعة بوخارست التقنية .
هذه ذكرياتي التي لا تنسى من على سلم الطائرة وحتى أيامي الأولى لوصولي لمدينة بوخارست المدينة التي أمضيت بها أجمل سنين عمري
بقلم المهندس محمد خير ارشيد
4 comments:
ذكريات جميلة
سندس
اخي الحبيب ابو الخير
احب ان اناديك بهذا لانك الخير كله قرات كتابتك التي رجعتني لزمن حسبت اني نسيته ذكريات جميله جدا مدتني بطاقه كبيره
سلمت يداك
اخي الحبيب ابو الخير
احب ان اناديك بهذا لانك الخير كله قرات كتابتك التي رجعتني لزمن حسبت اني نسيته ذكريات جميله جدا مدتني بطاقه كبيره
سلمت يداك
على سلم الطائرة ..
يالها من قصص واحداث تسردها انها لجميلة جدا واشعر اثناء قرائتها باني في لب هذه الذكريات لما ترويها بمشاعر تتدفق بسيالات من الذكريات ..
دام قلمك
وفاء
Post a Comment